بعد سنوات طويلة اشتهر فيها المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو بأنه بطل الأدوار الفاصلة، ستكون شهرة مورينيو المدير الفني لريال مدريد على المحك عندما يلتقي برشلونة غدا الأربعاء في المباراة النهائية لبطولة كأس ملك أسبانيا.
كما تمثل مباراة الغد اختبارا صعبا للسمعة الطيبة التي يحظى بها المدرب جوسيب جوارديولا المدير الفني لبرشلونة في المباريات النهائية حيث لم يسبق له أن خسر مع الفريق أي مباراة نهائية.
ولذلك، ستكون مباراة "الكلاسيكو " المرتقب بين الفريقين غدا على ملعب "ميستايا" بمدينة فالنسيا مواجهة خاصة بين مدربين عملاقين.
وتولى جوارديولا (40 عاما) تدريب برشلونة قبل بداية موسم 2008-2009 ليقود الفريق إلى عصر ذهبي جديد سيظل خاليا في تاريخ النادي الكتالوني، ومنذ توليه مسئولية تدريب الفريق، نجح جوارديولا في بناء جيل رائع لبرشلونة وأحكم قبضته على الفريق رغم امتلاء صفوفه بالعديد من النجوم البارزين من أعمار متباينة وجنسيات مختلفة.
كما صنع جوارديولا لنفسه سمعة طيبة للغاية في المباريات النهائية والتي بدأها بإحراز لقب كأس ملك أسبانيا في نهاية موسم 2008-2009 بالفوز على أتلتيك بلباو 4-1 ثم حقق فوزا ثمينا 2-0 على مانشستر يونايتد في نهائي دوري أبطال أوروبا.
ومع بداية الموسم الثاني له مع الفريق، فاز جوارديولا مع برشلونة على أتلتيك بلباو 2-1 ذهابا و3-0 إيابا في كأس السوبر الأسباني ثم 1-0 على شاختار دونيتسك الأوكراني في كأس السوبر الأوروبي.
وبعدها بشهور قليلة، توج برشلونة بقيادة جوارديولا بلقب كأس العالم للأندية اثر فوزه على استوديانتيس الأرجنتيني 2-1 في النهائي، وكان آخر نهائي فاز به برشلونة بقيادة جوارديولا هو كأس السوبر الأسباني قبل بداية فعاليات الموسم الحالي مباشرة حيث توج باللقب على حساب أشبيلية بعد الفوز عليه 5-3 في مجموع المباراتين حيث فاز أشبيلية 3-1 على ملعبه ذهابا ثم فاز برشلونة 4-0 على ملعبه إيابا.
وستكون مباراة الغد على ملعب "ميستايا" هي النهائي السابع الذي يخوضه برشلونة تحت قيادة جوارديولا في غضون ثلاثة مواسم وهو سجل يصعب تكراره.
وقاد جوارديولا فريق برشلونة خلال هذه السنوات القليلة إلى سجل حافل ورائع من الألقاب حيث فاز معه بلقب الدوري الأسباني في الموسمين الماضيين بالإضافة للقب وحيد في كأس ملك أسبانيا ومثله في دوري أبطال أوروبا ولقبين في كأس السوبر الأسباني ولقب واحد في كل من كأس السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية.
وبذلك حصد جوارديولا حتى الآن ثمانية ألقاب مع برشلونة ولكنه يستطيع زيادتها إلى 11 لقبا في غضون خمسة أسابيع إذا حقق الفوز على ريال مدريد غدا في نهائي كأس أسبانيا ثم أكمل مسيرته الناجحة في الدوري الأسباني هذا الموسم قبل الفوز بلقب دوري الأبطال في نهاية الموسم بشرط عبور عقبة ريال مدريد في المربع الذهبي أولا.
ورغم كل هذه الإنجازات وتحليه بالثقة في النفس، يلتزم جوارديو لا دائما بالتواضع في التصريحات وفي أحاديثه عن عمله مع الفريق حيث يؤكد دائما أن النتائج تتحقق بأقدام اللاعبين لأنهم من يتحكمون فيها بينما يسيطر هو عليهم من خلال التعليمات والتوجيهات.
وفي المقابل، يظهر مورينيو (48 عاما) دائما على النقيض من جوارديولا حيث تتسم تصريحاته بالغرور والكبرياء الزائد ويتعامل في أحيان عديدة بتعجرف وتعال شديدين مع منافسيه من المدربين بل ومع الحكام وبعض المسئولين في النادي أو من خارجه.
واستحق مورينيو الفوز بلقب أفضل مدرب في استفتاء FIFA لعام 2010 بعدما توج مع انتر ميلان بالثلاثية التاريخية (دوري وكأس إيطاليا ودوري أبطال أوروبا) في الموسم الماضي.
وبدأ مورينيو بعد هذه الثلاثية مغامرة جديدة في عالم التدريب من خلال توليه مسؤولية ريال مدريد قبل بداية الموسم الحالي سعيا وراء القضاء على سيطرة برشلونة على ساحة كرة القدم الأسبانية وتفوقه بشكل كبير على ريال مدريد في الساحة الأوروبية أيضا خلال السنوات الأخيرة والتي تنقل فيها ريال مدريد بين أكثر من مدرب مثل الألماني بيرند شوستر والشيلي مانويل بيليجريني، ولكن المدرب البرتغالي القدير فشل في تحقيق هذا الهدف حيث يتربع برشلونة حاليا على قمة جدول الدوري الأسباني بفارق ثماني نقاط أمام ريال مدريد.
ويسعى مورينيو لذلك إلى الفوز بلقب كأس أسبانيا على حساب برشلونة غدا ليكون أول رد له على الفريق الكتالوني، كما يأمل مورينيو في إحراز لقب الكأس في رابع بلد يدرب فيه حيث سبق له الفوز بكأس البرتغال مع بورتو ثم بكأس إنجلترا مع تشيلسي وأخيرا بكأس إيطاليا مع انتر ميلان في الموسم الماضي.
وعلى مدار المواسم الثلاثة التي تولى فيها مسؤولية برشلونة، لم يخسر جوارديولا في أي من المباريات الست التي خاضها فريقه أمام ريال مدريد حيث فاز في خمس مبارايت متتالية ثم تعادل في مباراة السبت الماضي 1-1.
وقال جوارديولا "سأخسر أمام ريال مدريد في يوم ما، ولكن ذلك اليوم لم يحن بعد، غدا ؟ من يعلم".
وفي المقابل قال مورينيو "إذا اجتهدت وأديت بشكل جيد، يأتي إليك النجاح بشكل طبيعي، ولكن هل يكفي أن تؤدي بشكل جيد لتحقق النجاح على برشلونة غدا ؟ من يدري".
0 comments:
Post a Comment